عائض القرني في قصيدة له بعنوان (دع الحواشي واخرج) نشرت في ديوانه المسمى ((بلحن الخلود))
صل ما شئت وصم فالدين لا يعرف العابد من صلى وصاما
أنت قسيس من الرهبان ما أنت من أحمد يكفيك الملاما
تترك الساحة للأوغاد ما بين قزم مقرف يلوي الزماما
أو دعي فاجر أو قع في أمتى جرحاً أبى ذاك التآما
لاتخادعني بزي الشيخ ما دامت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأموات ما أنت إلا مدنف حب الكلاما
كل يوم تشرح المتن على مذهب التقليد قد زدت قتاما
والحواشي السود أشغلت بها حينما خفت من الباغي حساما
لا تقل شيخي كلاماً وانتظر عمر فتوى مثلكم خمسين عاما
والسياسات حمى محذورة لا تدانيها فتلقيك حطاما
المورد العذب الزلال فَيمَا انتُقَدَ عَلى بَعضِ المنَاهِج الدَّعَويَّةمِنَ العقَائدِ والأعْمَال أحمد بن يحيى بن محمد النجمي:
ماذا نقول يا عائض؟ ماذا نقول؟ نقول نزوة شاعر ومبالغاته؟ يمكن هذا لو كان الشعر في أمور الدنيا. أما في أمور الدين.. فلا.
ماذا نقول؟أنعدد لك النصوص التي تجعل الصلاة والزكات والصوم والحج أهم فرائض العبادات العملية بعد الإيمان، وأنت تعرفها؟ ألست ترى أن من حقك أن تقول: صدق الله ورسوله وكذب شعري حين أقول:
صل ما شئت وصم فالدين لا يعرف العابد من صلى وصاما
ثانياً: إن الدين يعرف العابد من صلى وصاما ووحد واستقام، وليس كما قال شعر عائض القرني ـ رده الله إلى الحق رداً جميلاً وأعانه على نفسه وشيطانه.
ثالثاً: وبعد ذلك تأتي قاصمة الظهر وفاقرة الفواقر في البيت الثاني.
إذ جعلت المسلمين المصلين المزكين الصائمين العابدين لله على شريعة عبده ورسوله محمد- صلى الله عليه وسلم - جعلتهم قساوسة ورهباناً، حكمت عليهم بالنصرانية وأخرجتهم من الإسلام. أين ذهب عقلك؟ وكيف سلب لبك حين تقول:
أنت قسيس من الرهبان ما أنت من أحمد يكفيك الملاما
فبرأتهم من أحمد النبي المختار صلوات ربي وسلامه عليه وبرأته منهم، وأكدت تكفيرك للمسلمين بدون ما يوجب الكفر فارتديت جبة الخوارج الذين قال عنهم سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه بأنهم (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) وقال عنهم (كلاب النار) افترضى لنفسك هذه الصفات.
فإن قلت: حصل مني هذا قديماً. أما الآن فلا أقول به.
وأقول: إذا كنت قلته قبل أن تكتمل بنيتك العلمية. فلم تركته يطبع ولم تركته ينشر؟!!
رابعاً: ألا ترى أن أسلوبك هذا أسلوب ثوري تكفيري استفزازي؟!
وهل ترى من المصلحة نشره أو وأده ودفنه؟!
وأقول: أما جوابك فهو معلوم من تصرفك ـ أي بنشر هذا الديوان على ما فيه من أخطاء فادحة ـ وإن سماحك بنشره تماد وإيغال في الخطأ.
قال الذهبي: كان جذعاً في أعين المبتدعة وسيفاً على الجهميّة" [العبر ( 2/343)]
ومن أقوال البربهاري: مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكّنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكّنوا بلغوا ما يريدون. [طبقات الحنابلة ( 2/44 )]
قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنّه كان شديداً على المبتدعة.(1)
وهذا الإمام الشافعي قال عنه البيهقي: وكان - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم" [مناقب الشافعي ( 1/469 )]
وقال الفضيل بن عياض: " الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق".قال ابن بطة - معلقاً على قول الفضيل - :
"صدق الفضيل - رحمه الله - فإنا نرى ذلك عياناً". [الإبانة لابن بطة ( 2/456)]
قال الشاطبي: " فإن توقير صاحب البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم: إحداهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنّه أفضل الناس، وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنّة على سنّتهم.
والثانية: أنّه إذا وُقِّرَ من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء. وعلى كل حال فتحيا البدع وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه. [الاعتصام للشاطبي ( 1/114 )]
ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية)( صحيح مسلم كتاب الإمارة رقم الحديث (1849).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبية أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)( صحيح مسلم رقم الحديث (1848).
وفي صحيح مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان)
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا. ما صلوا).
وفي رواية: (فمن أنكر برئ، ومن كره فقد سلم)( صحيح مسلم رقم الحديث (1854) باب: وجوب الإنكار على الولاة فيما يخالف الشرع، وترك قتالهم ما صلوا.).