11/ أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن يحيى بن أبي يحيى بن أحمد بن السراج الأنصاري السجلماسي الجزائري قال تلميذه الإمام العلامة عيسى أبو مهدي بن محمد الثعالبي نزيل مكة رأيت بخطه نسبه مرفوعاً إلى سعد بن عبادة سيد الخزرج وكان عالماً محدثاً أخبارياً أديباً قال الفيومي والشلي ولد بثافلات ونشأ بسجلماسة ثم رحل إلى فاس وأدرك بها جلة العلماء فأخذ عنهم بها عدة فنون وكان جل أخذه عن الأستاذ الكبير نخبة الشرف السيد أبي محمد عفيف الدين عبد الله بن علي بن طاهر الحسني السجلماسي والعالم الولي بقية السلف أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي الصنهاجي وحافظ العصر أبي العباس أحمد بن محمد المقري التلمساني وبلغ الغاية القصوى في الرواية والمحفوظات وكثرة القراءة وحكى بعض تلامذته أنه قرأ الستة على مشايخه دراية وقرأ البخاري سبع عشرة مرة بالدرس قراءة بحث وتدقيق ومر على الكشاف من أوله إلى آخره ثلاثين مرة منها قراءة ومنها مطالعة ثم رحل بعد الأربعين من بلاده فحج ودخل مصر في سنة 1043 وأخذ بها عن الشهابين أحمد الغنيمي وأحمد بن عبد الوارث البكري وعن النور علي الأجهوري .وغيرهم ولقيه الشيخ الإمام عبد القادر بن مصطفى الصفوري الدمشقي في مرتحله إلى القاهرة فأخذ عنه مع جمع ثم عاد إلى المغرب ووصل إلى فاس ثم صار مفتياً بالجبل الأخضر وبقي هناك وكان آية باهرة في جميع العلوم وجميع أحواله كلها مرضية وله مؤلفات كثيرة غالبها نظم منها التفسير بلغ فيه إلى قوله تعالى ولكن البر من اتقى وشرح النخبة لابن عاصم لم يخرج من المودة وتقييد على مختصر خليل لم يكمل والمنح الإحسانية في الأجوبة التلمسانية ومنها نظم السيرة النبوية سماه الدرة المنيفة في السيرة الشريفة افتتحها بقوله:
قال علي حامل الأوزار ... هو ابن عبد الواحد الأنصاري
ومنظومة جامعة الأسرار في قواعد الإسلام الخمس واليواقيت الثمينة في العقائد والأشباه والنظائر في فقه عالم المدينة وهو نظم وعقد الجواهر في نظم النظائر لم يتم والسيرة الصغرى نظم أيضاً والنظم المسمى بمسالك الوصول إلى مدارك الأصول ونظم أصول الشريف التلمساني وشرحه ومنظومة في وفيات الأعيان وأخرى في التفسير وأخرى في مصطلح الحديث وأخرى في الأصول غير ما تقدم وأخرى في النحو وأخرى في الصرف وأخرى في المعاني والبيان وأخرى في الجدل وأخرى في المنطق وأخرى في الفرائض وأخرى في التصوف وأخرى في الطب وأخرى في التشريح وشرح الأجرومية وشرح الدرر اللوامع لأبي الحسن بن بري وديوان خطب ونظم في مسئلة الأوتاد والأبدال وغير ذلك وكانت وفاته في أواخر شعبان سنة 1057 شهيداً بالطاعون في الجزائر من الديار المغربية وسجلماسة. الكتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي.