3/ محمد بن محمد بن حسين بن تميم بن ظافر بن الأشقري الجزائري ولد سنة 656 وسمع من إسماعيل بن أبي اليسر الأول والخامس والسابع من الحنائيات وحدث بدمشق وحلب سمع منه البرزالي وذكره ابن رافع في معجمه.
من كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
4/ العلامة أبى زكريا يحيى ابن الفقيه الصالح محمد النابلي الشاوي الملياني المغربي الجزائري، شيخنا العلامة، والمحقق الفهامة، إمام المعقول والمنقول، محرر الفروع والأصول. الفحل الذي لا يبارى في فنون العلوم، والسابق الذي لا يجارى في مضمار المنطوق والمفهوم. ولد بمدينة مليانة، ونشأ بمدينة الجزائر، وقرأ بها على جماعة، منهم: الشيخ سعيد مفتي الجزائر، والشيخ علي بن عبد الواحد الأنصاري، والمحقق محمد بن محمد بهلول السعدي، والشيخ مهدي.وأخذ عنهم الفقه والحديث، وغيرهما من العلوم، وأجازه شيوخه، وتصدر للإفادة ببلده. وقدم مصر سنة 1074 قاصداً الحج ورجع إلى القاهرة.
(1/1)
________________________________________
وأخذ عن العلامة سلطان المزاحي، وإمام العصر الشيخ العلامة محمد بن علاء الدين البابلي، والمحقق الشيخ على الشبرقلسي، وأجازوه بمروياتهم، ثم جلس للتدريس بالجامع الأزهر فدرس في مختصر خليل، وشرح الألفية للمرادي، وعقائد السنوسي وشروحها، وشرح الجُمَل للخونجي لابن عرفة في المنطق، ثم رحل إلى الروم، فدخل دمشق وعقد بجامع بني أمية درساً، وأخذ عنه جماعة بها وأجازهم، ثم دخل قسطنطينية العظمى، فعظمه مفتي السلطان يحيى المنقاري، والوزير الأعظم أحمد باشا الكبرلي، وحضر تجاه السلطان الأعظم فبحث مع العلماء وعرفوا فضله، ثم عاد إلى مصر، وولي بها تداريس في مدارس عديدة.
وله مؤلفات منها: حاشيته على أم البراهين نحو عشرين كراساً، وشرح على التسهيل لابن مالك، ونظم لامية في إعراب الجلالة جمع فيها أقاويل النحويين،و ما لهم من الكلام، وشرحها شرحاً حسناً.
قال العصامي: قرأت عليه ليالي الموسم آخر حججه متن السنوسية في علم العقائد فكان في التقرير دونه السيل الهدار، والعباب الزاخر التيار، أملى في وجوه إعراب كلمة التوحيد، أربعمائة وخمسين وجهاً بالتعديد، فسبحان مفيض ما شاء على من شاء.
(1/2)
________________________________________
وله مؤلف في أصول النحو جعله على أسلوب الاقتراح للسيوطي. أتى فيه بكثير من الغرائب النحوية، أجاد فيه وجعله باسم مولانا السلطان الأعظم محمد بن إبراهيم خان، وقرَّظ عليه علماء القسطنطينية، منهم: العلامة المولى يحيى أفندي منقاري زاده. ولقد أشرفني ولده الشيخ عيسى ابن الشيخ يحيى على ذلك التصنيف، فرأيت على ظهر الكراس الأول منه تقريظ الأفندي المذكور بخطه ونصه: لا يخفى على الناقد البصير، أن هذا التحرير كنسج الحرير، ما نسج على منواله في هذا العصر في النحو ناح، لطيف بمطالعته تنشرح الصدور وتتلذذ الأرواح. انتهى وكانت له رحمه الله قوة في البحث واستحضار للمسائل الغريبة، وسعة حفظ مفرطة، وبداهة جواب لا يضل صوب الصواب. كانت وفاته رحمه الله في هذه السنة المذكورة بقرية الطور قاصداً مكة فدفن هناك، فاستأذن ولده سيدي عيسى، صاحب مصر، فنبش عنه ونقله إلى مصر، ودفنه بالقرافة. ثم مات ولده المذكور بمصر في السنة التي بعدها ودفن هناك أيضاً رحمه الله رحمة سعة.
من كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - العصامي (ت1111هـ).
(1/3)