المبحث الرابع
"في تعظيم علم الكلام"
ذكر في (الاعتصام) 1/202قصة طويلة نقلاً عن ابن العربي في كتابه (العواصم) وفي هذه القصة ما نصه:
(أن الإمام أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الحافظ الجرجاني قال : كنت أُبغِّض الناس فيمن يقرأ (علم الكلام) ، فدخلت يوماً إلى (الري) ، ودخلت جامعها أول دخولي واستقبلت سارية أركع عندها ، وإذا بجواري رجلان يتذاكران (علم الكلام) ، فتطيّرت بهما ، وقلت: أول ما دخلت هذا البلد سمعت فيه ما أكره ، وجعلت أخفف الصلاة حتى أبعد عنهما ، فعلق بي من قولهما : "أن هؤلاء الباطنية أسخف خلق الله عقولاً ، وينبغي للنحرير ألاّ يتكلف لهم دليلاً ، وليكن يطالبهم بـ(لِمَ) فلا قِبل لهم بها "، وسلمت مسرعاً.
وشاء الله بعد ذلك أن كشف رجل من الإسماعيلية القناع في الإلحاد ، وجعل يكاتب (وشمكير) الأمير يدعوه إليه ويقول له : إني لا أقبل دين محمد إلا بالمعجزة ، فإن أظهرتموها رجعنا إليكم .
وانجرت الحال إلى أن اختاروا منهم رجلاً له دهاء ومُنَّة، فورد على (وشمكير) رسولاً ، فقال له :إنك أمير ، ومن شأن الأمراء والملوك أن تتخصص عن العوام ولا تقلد في عقيدتها ، وإنما حقهم أن يفحصوا عن البراهين ، فقال (وشمكير) : اختر رجلاً من أهل مملكتي ، ولا أنتدب للمناظرة بنفسي، فيناظرك بين يدي ، فقال الملحد : أختار (أبا بكر الإسماعيلي) -لعلمه بأنه ليس من أهل التوحيد ، وإنما كان إماماً في الحديث ، ولكن (وشمكير) بعامية فيه كان يعتقد أنه أعلم أهل الأرض بأنواع العلوم -، فقال (وشمكير) :ذلك مرادي ، فإنه رجل جيد.
فأرسل إلى أبي بكر الإسماعيلي بـ(جرجان) ليرحل إليه إلى (غزنة) ، فلم يبق من العلماء أحد إلا يئس من الدين وقال : سيبهت الإسماعيلي الكافر مذهباً الإسماعيلي الحافظ مذهباً ، ولم يمكنهم أن يقولوا للملك : إنه لا علم عنده بذلك لئلا يتهمهم ، فلجئوا إلى الله في نصر دينه.
قال الإسماعيلي الحافظ : فلما جاءني البريد ، وأخذت في المسير ، وتدانت لي الدار قلت: إنا لله ، وكيف أناظر فيما لا أدري؟ هل أتبرأ عند الملك وأرشده إلى من يحسن الجدل ويعلم بحجج الله على دينه؟ ندمت على ما سلف من عمري ولم أنظر في شئ من (علم الكلام).
ثم أذكرني الله ما كنت سمعته من الرجلين بجامع الري ، فقويت نفسي ، وعولت على أن أجعل ذلك عمدتي ، وبلغت البلد ، فتلقاني الملك ثم جميع الخلق ، وحضر الإسماعيلي المذهب مع الإسماعيلي النسب ، وقال الملك للباطني : اذكر قولك يسمعه الإمام ، فلما أخذ في ذكره واستوفاه ، قال له الحافظ : لِمَ؟ فلما سمعها الملحد قال :هذا إمام قد عرف مقالتي ، فبُهِت.
قال الإسماعيلي : فخرجت من ذلك الوقت ، وأمرت بقراءة (علم الكلام) ، وعلمت أنه عمدة من عمد الإسلام)اهـ.
قلت:والكلام على هذه القصة من وجوه :
الوجه الأول : المطالبة بتصحيحها ، فإنها ذكرت بلا زمام ولا خطام ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ، وابن العربي –عفا الله عنه- له نقولات من هذا الجنس مر بعضها.
الوجه الثاني : أن علامات الوضع ظاهرة على هذه القصة لأمرين:
الأول : أنه ذكر عن أبي بكر الإسماعيلي إنه كان يبغض الناس في علم الكلام ، ثم لما طلب للمحاجة –قبل أن يتذكر تلك الكلمة ويعلم أن علم الكلام عمدة من عمد الإسلام-ندم على ما فاته من هذا العلم ، فإن كان يعلم أن هذا العلم هو علم التوحيد وهو عمدة من عمد الإسلام-وهذا لم يعلمه إلا بعد المحاجة كما تدل عليه القصة- فلا مكان لبغضه له، وإن كان –على ما عليه أهل الحديث- يعلم أن هذا العلم طريق للبدع بل وللزندقة فلا مكان للندم عليه!!.
الثاني :أن عمدة القصة هي كلمة (لِمَ) ، ومن العجائب أن هذه الكلمة فعلت الأفاعيل التي قد لا نسمع مثلها عن آية أو حديث، فإنها خفيت على الإسماعيلي المحدث حتى سمعها من علماء الكلام ، وهي التي حجت الإسماعيلي الكافر وألقته لليدين والفم ، ونصرت الإسلام بعد أن يئس العلماء منه ، وهي التي جعلت الإسماعيلي المحدث ينقلب من مبغض لعلم الكلام إلى آمر بقراءته وجعله عمدة من عمد الإسلام !!فهل يعقل أن هذه الكلمة تفعل هذا إلا في أساطير علماء الكلام لتعظيم علمهم؟!.
فالذي يظهر أن هذه القصة من وضع أحد معظمي علم الكلام لترويج هذا العلم ، وللإزراء بعلماء الحديث.
الوجه الثالث:أنها لو صحت ففيها قدح في الحافظ الإسماعيلي من وجوه:
الأول: أنه كان جاهلاً يحذر من علمٍ لا يدري ما هو .
الثاني:أن كلمة كهذه خفيت عليه حتى تعلمها من علماء الكلام.
الثالث:أن ما يعلمه من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وغيرهم وطلبه للحديث ومزاحمته لعلمائه بالركب لم تفده أبداً ،ولم يفده إلا هذه الكلمة !.
الرابع: أنه تطيَّر من علماء الكلام لما سمعهم ، والتطير منهي عنه ، بل هو شرك.
الخامس:أنه لما انتهت المناظرة أمر الناس بقراءة علم الكلام وجعله عمدة من عمد الإسلام وهذا مخالف للكتاب والسنة وإجماع أهل السنة والجماعة.
الوجه الرابع :أن العلماء –رحمهم الله -قد اتفقوا في كل عصر ومصر على ذم الكلام وأهله، وصنفت في ذلك مصنفات، ومن ذلك ما قاله أبو حنيفة
لعن الله عمرو بن عبيد لأنه فتح للناس الطريق إلى الكلام) وقال أبو يوسف: (العلم بالكلام هو الجهل ، والجهل بالكلام هو العلم) وقال
من طلب العلم بالكلام تزندق) وقال الشافعي
لئن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في علم الكلام) وقال
حكمي على علماء الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام)وقال
ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح) وقال أحمد
لا يفلح صاحب كلام أبداً ، علماء الكلام زنادقة) وقال
لا يرى أحد نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل).
وقال البربهاري
واعلم أنها لم تكن زندقة و لا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة).
وقال ابن خويز منداد
أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته،فإن تمادى عليها استتيب منها).
وقال ابن عبد البر
وأجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ، ولا يعدون عند الجميع في جميع الأمصار من طبقات العلماء ، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه).
وقال ابن الجوزي
وقد تنوعت أحوال المتكلمين ، وأفضى الكلام بأكثرهم إلى الشكوك، وببعضهم إلى الإلحاد ، ولم تسكت القدماء من فقهاء هذه الأمة عن الكلام عجزاً ، ولكنهم رأوا أنه لا يشفي غليلا، ثم يرد الصحيح عليلاً ، فأمسكوا عنه ونهوا عن الخوض فيه).
وقال محمد بن عبدالله القحطاني الأندلسي:
لا تلتمس علم الكلام فإنه يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد يتغايران وليس يشتبهان
أخذوا الكلام عن الفلاسفة الألى جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الكلام على قياس عقولهم فتبلدوا كتبلد الحيران
لحجاجهم شبه تخال ورونق مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهمُ ومعتزليهم يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الواله الهيمان
وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جداً ، وفيما تقدم كفاية إن شاء الله تعالى.
الوجه الخامس: أن بطلان علم الكلام لم يأت فقط من أهل السنة ، بل حتى كبار علماء الكلام قد اعترفوا ببطلانه وأن الحق في تركه واتباع الكتاب والسنة –وقد تقدم شئ من ذلك-.
ومن ذلك ما قاله أبو حامد الغزالي في (إحياء علوم الدين )-عن علم الكلام-:
( وأما منفعته فقد يظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه ، وهيهات فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف ، ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف، وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوي ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا ، فاسمع هذا ممن خبر علم الكلام ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة ، وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين ، وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب نوع الكلام ، وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود).
ومن ذلك ما قاله الشهرستاني في مقدمة كتابه (نهاية الأقدام في علم الكلام):
( فعليكم بدين العجائز فهو من أسنى الجوائز).
وما قاله الرازي : (من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز).
ومن ذلك ما قاله أبو الوفا بن عقيل –وكان من المتكلمين ثم تاب-:
(أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض ، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت) وقال
وقد أفضى الكلام بأهله إلى الشكوك ، وكثير منهم إلى الإلحاد ، تشم روائح الإلحاد من فلتات كلام المتكلمين).
وقد سبق بعض النقولات من هذا الباب أيضاً عن غيرهم .
فإذا كان هذا واقع كبار علماء الكلام ، ومن أمضوا فيه السنوات الطوال تعلماً وتعليماً وتأليفاً ، فكيف يقال بعد ذلك عن علم الكلام أنه (عمدة من عمد الإسلام)؟!.
الوجه السادس: أن أهل الحديث أقدر على المناظرة والدعوة إلى الإسلام والمحاجة من أهل الكلام لأمور منها :
الأول: أن أهل الحديث على بينة من أمرهم لا تتفرق بهم الأهواء ، ومعتقدهم واحد،ولا يعتنقون كل يوم ديناً كما يفعل علماء الكلام –باعترافهم-، فإذا كان علماء الكلام لم يثبتوا على دين ، وهم من أعظم الناس شكاً واضطراباً ، بل أصل علمهم التشكيك ، فكيف يطلب منهم دعوة غيرهم؟.
الثاني:أن الصحابة –وهم أعلم الخلق بعد الأنبياء-أجهل الناس بعلم الكلام ، ومع ذلك دعوا إلى الإسلام بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - من الأمم من لا يحصيهم إلا الله ، وهدى الله على أيديهم من لا يحصيهم إلا الله ، وكذلك التابعون والأئمة ومن سار على نهجهم وهم أهل الحديث في كل عصر ومصر، وأما المتكلمون فقد ضل على أيديهم –وبسبب تآليفهم-من لا يحصيه إلا الله ، فكيف يقارن بين الفريقين بعد ذلك؟.
الثالث:أن أساس الدعوة للإسلام والمناظرة تستلزم أن يكون المناظر عالماً بالكتاب والسنة وأقوال العلماء والسلف ، وهذا لا يكون إلا لأهل الحديث ومن سار على دربهم ، وأما أهل الكلام فمن أجهل الناس بالكتاب والسنة وبأقوال السلف ، فكيف يدعون ويناظرون ويجادلون عن شئ يجهلونه؟!.
والكلام في هذا يطول ، ولا مقارنة بين الفريقين لولا هذه القصة الباطلة، ولكن الذي غر كثير من الناس وجعلهم يقولون إن المتكلمين أقدر من أهل الحديث على المناظرة أن أهل الكلام يتعلمون ويعلمون ويؤلفون في المغالبات وأنواع المجادلات والمناظرات والاستدلالات والقوادح في كلام الخصوم لأن قصدهم في الجملة التعالي على الخصوم والغلبة عليهم وإن كان الخصم محقاً، أما أهل الحديث والسنة فدعوتهم ومناظرتهم ليست للمغالبة ، بل لبيان الحق ،كما قال السجزي رحمه الله: (وليكن من قصْد من تكلم في السنة اتباعها وقبولها لا مغالبة الخصوم ، فإنه يعان بذلك عليهم، وإذا أراد المغالبة ربما غلب) ثم ذكر أن الإمام مالك رحمه الله سئل :يا أبا عبد الله ، الرجل يكون عالماً بالسنة يجادل عليها؟ قال: لا ، يخبر بالسنة ، فإن قبلت منه ، وإلا أمسك، وذكر عن الإمام أحمد رحمه الله نحوه ، والخصم أحد رجلين : إما مريد للحق ضل عنه فببيانه له ينقاد إليه- ولا يعرف الحق إلا أهله وهم أهل الحديث-، وإما معاند فلن يرده للحق محدث ولا متكلم، والله المستعان.
الفصل الثاني
"تأثره بالصوفية"
تمهيد:
على الرغم من جهود الشاطبي رحمه الله تعالى في التحذير من البدع في العبادات ، والتي كان للصوفية فيها النصيب الأكبر ، فقد تأثر ببعض ما ذهبوا إليه ، وكان لرجوعه لكتب المتكلمين وعلمائهم أثر في ذلك ، وكان كثير الرجوع لكتب أبي حامد الغزالي وخاصة (إحياء علوم الدين)، وسوف أذكر في هذا الفصل بعض مظاهر تأثره بالصوفية في المباحث التالية:
المبحث الأول:
"العمل رغبة في الجنة وخوفاً من النار"
1-قال في (الموافقات) 1/357-في ترك النظر إلى المسبب وأن ذلك أعلى مرتبة وأزكى عملاً-
فالملتفت إليها عامل بحظه ، ومن رجع إلى مجرد الأمر والنهي عامل على إسقاط الحظوظ وهو مذهب أرباب الأحوال).
2-وقال في (الموافقات) 2/355-بعد كلام طويل عن العامل لحظه-
ولذلك عن جماعة من السلف المتقدمين: العامل للأجر كخديم السوء وعبد السوء ، وفي الآثار من ذلك أشياء).
3-وقال في (الموافقات) 2/359:(فإن كون الإنسان يعمل لمجرد امتثال الأمر قليل إن وجد، والله عز وجل قد أمر الجميع بالإخلاص ، والإخلاص البرئ عن الحظوظ العاجلة والآجلة عسير جداً، لا يصل إليه إلا خواص الخواص ، وهو قليل).
قلت:
وهذا الكلام يتضح فيه نَفَس التصوف، وذلك أنه جعل العمل لأجل الجنة والفرار من النار من العمل لحظ النفس ، وجعل التجرد من ذلك والعمل لمجرد الأمر والنهي بدون النظر إلى ذلك من مراتب (خواص الخواص) ومذاهب (أرباب الأحوال) ، وهذا شبيه بكلام أهل التصوف كقول القائل
ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا رغبة في جنتك ، بل كرامة لوجهك ومحبة فيك) ، وكقول القائل :
يعبدون الله خوفاً من لظى فلظى قد عبدوا لا ربنا
ولدار الخلد صلوا لا له شبه قومٍ يعبدون الوثنا
وسمى بعضهم من يعمل للأجر وطمعاً في الجنة أجير السوء ، ونصوصهم في هذا الباب كثيرة.
وهذا الكلام خلاف الكتاب والسنة وما عليه الأنبياء والمرسلين ومن بعدهم من الصديقين والصالحين ، وهم (خواص الخواص) -إن صحت العبارة- ، فإن الله سبحانه قال بعد أن ذكر أنبياءه -إبراهيم وإسحاق ويعقوب ولوطاً ونوحاً وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذا الكفل وذا النون وزكريا ويحيى صلى الله عليهم أجمعين-(إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين) فهؤلاء –وهم أفضل الخلق- كانوا يدعون الله سبحانه رغبة ورهبة ، فأي رتبة أعلى من رتبتهم؟ وقال تعالى –عن إبراهيم خليله-(واجعلني من ورثة جنة النعيم) ، وقال تعالى عن عباده –مثنياً عليهم-(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً) ، وقال تعالى( ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً) ، وهذا كان حال سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - ففي الصحيحين أحاديث كثيرة فيها تعوذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - من عذاب النار ومن جهنم وسؤاله الجنة وتعليمه ذلك للمسلمين، وروى أحمد وابن ماجه وغيرهم من طريق جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمها أن تقول دعاءً وفيه
وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل) والأحاديث في هذا كثيرة ومعروفة.
والعمل المجرد من الخوف والرجاء هو الذي أدخل الزندقة في كثير من المتصوفة الذين زعموا تجردهم عن الالتفات للجنة أو النار وإنما يعبدون الله لمحبتهم له ، فصاروا يحتقرون عذاب الله وناره ويتهاونون بالجنة ونعيمها ،ولهذا قال بعض العلماء
من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري،ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد).
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى –رداً على هؤلاء-:
(أن الواحد من هؤلاء لو جاع في الدنيا أياماً ، أو ألقي في بعض عذابها ،طار عقله ، وخرج من قلبه كل محبة ، ولهذا قال سمنون:
وليس لي فيما سواك حظ فكيفما شئت فامتحني
فابتلي بعسر البول ، فصار يطوف على المكاتب ويقول (ادعوا لعمكم الكذاب) ، وأبو سليمان لما قال (قد أعطيت من الرضا نصيباً لو ألقاني في النار لكنت راضياً) ذكر أنه ابتلي بمرض فقال (إن لم تعافني ، وإلا كفرت) ، أو نحو هذا ، والفضيل بن عياض ابتلي بعسر البول فقال (بحبي لك إلا فرجت عني) فبذل حبه في عسر البول ، فلا طاقة لمخلوق بعذاب الخالق ، ولا غنى به عن رحمته ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل
ما تدعو في صلاتك ) قال : (أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار ، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ) فقال
حولها ندندن )).
وقال أيضاً
وطلب الجنة والاستعاذة من النار طريق الأنبياء والمرسلين ، وجميع أولياء الله السابقين المقربين وأصحاب اليمين ، كما في السنن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل بعض أصحابه
كيف تقول في دعائك؟) قال
أقول اللهم إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار ، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -
حولها ندندن) ، فقد أخبر أنه هو - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ –وهو أفضل الأئمة الراتبين بالمدينة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - - إنما يدندنون حول الجنة ، أفيكون قول أحدٍ فوق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ ومن يصلي خلفهما من المهاجرين والأنصار؟)اهـ.
المبحث الثاني
"شطحات التصوف"
1-قال في (الموافقات) 2/497:( وحديث أبي يزيد –يعني البسطامي- مع خديمه لما حضرهما (شقيق البلخي) و (أبو تراب النخشبي) ، فقالا للخديم : كل معنا ، فقال : أنا صائم، فقال له أبو تراب : كل ولك أجر صوم شهر ، فأبى ، فقال شقيق : كل ولك أجر صوم سنة ، فأبى ، فقال أبو يزيد : دعوا من سقط من عين الله ، فأخذ ذلك الشاب في السرقة بعد سنة فقطعت يده).
2-وقال في (الموافقات) 5/399-400-تحت مسألة ترك الاعتراض على الكبراء محمود كان المعترض فيه مما يفهم أو لا يفهم-
ما عهد بالتجربة من الاعتراض على الكبراء قاضٍ بامتناع الفائدة مبعد بين الشيخ والتلميذ ، ولا سيما عند الصوفية ، فإنه عندهم الداء الأكبر حتى زعم القشيري عنهم أن التوبة منه لا تقبل ، والزلة لا تقال ، ومن ذلك : حكاية الشاب الخديم لأني يزيد البسطامي ، إذ كان صائماً فقال له أبو تراب النخشبي وشقيق البلخي : كل معنا يا فتى ، فقال : أنا صائم ، فقال أبو تراب : كل ولك أجر شهر ، فأبى ،فقال شقيق : كل ولك أجر صوم سنة ، فأبى، فقال أبو يزيد : دعوا من سقط من عين الله ، فأخذ ذلك الشاب في السرقة وقطعت يده).
قلت:والكلام على هذا من وجوه :
الوجه الأول : أن هذه القصة منكرة جداً ، و لا أظنها تصح ، فإن شقيقاً البلخي مات في سنة أربعٍ وتسعين ومائة(194)، بينما كان أبو يزيد –يوم مات شقيق- له ست سنوات فقط لأنه ولد في سنة ثمان وثمانين ومائة(188)، فهذا مما يدل على أن هذه القصة مكذوبة من أساسها.
الوجه الثاني: أن هذه القصة فيها من المنكرات أمور وهي :
الأول: قول أبي تراب للخديم –لما رفض الأكل لصيامه-(كل ولك أجر صوم شهر).
الثاني : قول شقيق أيضاً (كل ولك أجر صوم سنة) .
وهذان القولان من العجائب!! فهل أطلعهم الله سبحانه على غيبه ؟ أو أعطاهم خزائن رحمته؟! وهذا الأمر لا يملكه الأنبياء ، فكيف بهؤلاء؟ وأعجب من هذين القولين إقرار الشاطبي –عفا الله عنه- لهذه القصة!!بل واستشهاده بها على عدم الاعتراض على الكبراء ، فاستشهد بباطل على باطل.
الثالث من المنكرات: قول أبي يزيد –لما رفض الخديم الأكل لصيامه-(دعوا من سقط من عين الله) ، وهذا من التألي على الله سبحانه ، أو من ادعاء علم الغيب ، وأيهما كان فهو من الموبقات! فقد روى مسلم عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، قال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك) وفي رواية لأبي داود عن أبي هريرة - رضي الله عنه - نحو هذا – وفيه قصة ، وفيه أن المقسم رجل عابد والآخر مذنب- وفيه قال أبو هريرة
تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخراه) ، فإذا كان هذا حال من فعل هذا مع من أسرف على نفسه بالمعاصي وله شبهة في نصوص الوعيد ، فكيف بمن يقول ما قاله أبو يزيد فيمن صام نفلاً طاعة لله سبحانه؟ ، ومن مثل هذه الشطحات دخل التزندق والإلحاد من باب التصوف ، والله المستعان.
الوجه الثالث: أن قول الشاطبي (ترك الاعتراض على الكبراء محمود كان المعترض فيه مما يفهم أو لا يفهم) مردود بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة والسلف –قبل أن تعرف الصوفية-، فإن ترك الاعتراض محمود إذا كان المعترض عليه معصوم لا ينطق عن الهوى وهذا لا يكون إلا للكتاب والسنة، أما ما سواهما فقد قال تعالى( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) وهؤلاء هم الكبراء –أي الأحبار والرهبان- وإنما اتخذهم النصارى أرباباً من دون الله لما اتبعوهم في أقوالهم وتركوا الاعتراض عليهم فيما يخالف شرائع الله ، ولهذا كان الصحابة يعترض بعضهم على بعض حتى لو كان المعترض عليه من الكبراء وحوادثهم في ذلك مشهورة(1).
وهذا القول إنما هو انسياق مع طقوس الصوفية في تذليل المريدين لشيوخهم ليتخذوهم أرباباً من دون الله ، والله تعالى أعلم.
المبحث الثالث
"الاقتداء بأفعال الله والتخلق بصفاته"
1-قال في (الموافقات) 2/163-169-بعد أن ذكر سبعة أمثلة من القرآن-
إن هذه الأمثلة وما جرى مجراها لم يستفد الحكم فيها من جهة وضع الألفاظ للمعاني ، وإنما استفيد من جهة أخرى ، وهي جهة الاقتداء بالأفعال).
2-وقال في (الموافقات) 4/200-تحت مسألة أقسام العلوم المضافة إلى القرآن-
وقسم هو مأخوذ من عادة الله تعالى في إنزاله ، وخطاب الخلق به ، ومعاملته لهم بالرفق والحسنى ، من جعله عربياً يدخل تحت أفهامهم ، مع أنه المنزه القديم ، وكونه تنزل عليهم بالتقريب والملاطفة والتعليم في نفس المعاملة به –إلى أن قال- وهو أصل التخلق بصفات الله والاقتداء بأفعاله).
3- وقال في (الموافقات) 4/203،204:(ومن ذلك أشياء ذكرت في باب الاجتهاد في الاقتداء بالأفعال والتخلق بالصفات).
قلت:والكلام على هذا من وجوه :
الوجه الأول:أن أصل التخلق بصفات الله والتشبه به مأخوذ أصلاً من الفلاسفة ، فإنهم يقولون عن الفلسفة(إنها التشبه بالإله على قدر الطاقة) ، واقتفى أثرهم الغزالي ومن تبعه في هذا في محاولة التشبه بالإله ، وألف الغزالي كتاب ( شرح أسماء الله الحسنى) وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه ، وسماه (التخلق) ، حتى في أسمائه المختصة به بالإجماع كالإله والجبار والمتكبر ، وصار مثل هذا الأمر موقع لكثير من الصوفية في الحلول والاتحاد.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن الفلاسفة ومن ذهب إلى مذهبهم في هذا:
(ثم من العجب أن القوم يدعون التوحيد ، ويبالغون في نفي التشبيه ، حتى نفوا الصفات ، وشنعوا على أهل الكتاب لما جاء من الصفات في التوراة وغيرها ، وأنكروا قوله في التوراة (إنا سنخلق بشراً على صورتنا يشبهنا) ، وهم يدعون أن أحدهم يجعل نفسه شبيهاً لله ، فإن كان هذا اللفظ يحتمل معنى صحيحاً عندهم لإمكان المشابهة من وجه دون وجه ، فالله أقدر على أن يفعل ذلك من الواحد منهم، وإن كان هذا ممتنعاً مطلقاً ، فما بالهم زعموا أنهم يتشبهون بالله تعالى؟!).
الوجه الثاني:أن الله سبحانه لا يقاس بخلقه ، ولا يقاس خلقه به ، وليس بين صفات الله وأفعاله وصفات خلقه وأفعالهم مشاكلة ومقاربة حتى يتشبهوا به ويتخلقوا بصفاته ، ويقتدوا بأفعاله ، فالله سبحانه له الكمال المطلق من كل وجه ، وله الصفات العلا ، وليس كل ما اتصف به الله يجوز أن يتصف به الخلق ، بل هناك صفات لله سبحانه يجب إثباتها له ، ويحرم على الخلق أن يتصفوا بها، كالإلهية والكبرياء والجبروت والعظمة والعلو المطلق ونحوها ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال –عن الله سبحانه-
العز إزاره ، والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني عذبته) ، كما أن هناك صفات للخلق هي كمال لهم وينزه الله عن الاتصاف بها كالذل والتواضع والعبودية ونحوها .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الاتصاف به: كالعلم ، والرحمة ، والحكمة ، وغير ذلك ، ومنها ما يذم على الاتصاف به : كالإلهية ، والتجبر ، والتكبر ، وللعبد من الصفات التي يحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الرب به : كالعبودية ، والافتقار ، والحاجة ، والسؤال ،و نحو ذلك ، وهو في كل ذلك كماله في عبادته لله وحده ، وغاية كماله أن يكون الله هو معبوده ).
الوجه الثالث : أن ما أسماه الشاطبي (الاقتداء بالأفعال) ويعني به الاقتداء بأفعال الله سبحانه والتخلق بصفاته لم نؤمر به –مع ما فيه من المفاسد التي أدت إلى وحدة الوجود كما سبق-، وإنما العبد مأمور شرعاً بالاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - -فيما لا يختص به- كما قال تعالى
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) ، والله تعالى أعلم .
الفصل الثالث
"إنكار المهدي"
قال في (الاعتصام) 2/585-بعد أن ذكر أقوال المهدي بن تومرت وزعمه أنه هو المهدي المنتظر -
وكذب فالمهدي عيسى عليه السلام).
قلت : والكلام على هذا من وجهين:
الوجه الأول : أن قوله هذا بناءً على الحديث الذي رواه ابن ماجة والحاكم وغيرهما من طريق محمد بن خالد الجَنَدي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا المهدي إلا عيس بن مريم) وهذا الحديث فيه علل:
الأولى: أن مدار الحديث على (محمد بن خالد الجندي) ، وقد أجمع الحفاظ على ضعفه إما لجهالته أو لنكارة حديثه .
الثانية:أنه اضطرب في إسناده ، فرواه مرة عن أبان بن صالح ، ومرة عن أبان بن أبي عياش –وهو متروك- .
الثالثة:أن بعض الأئمة كالحاكم والبيهقي ذكر أن فيه انقطاعاً بين الحسن وأنس.
الرابعة : أن ابن حجر نقل عن الأزدي قوله عن حديثه هذا : ولا يتابع عليه ، وإنما يحفظ عن الحسن مرسلاً ، رواه جرير بن حازم عنه اهـ.
لهذا فقد أجمع الحفاظ على تضعيف هذا الحديث كالنسائي ، والحاكم ، والبيهقي،وابن الجوزي، وابن تيمية ، وابن القيم ، والمزي، والذهبي، وابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، والصاغاني، والشوكاني ،وغيرهم .
الوجه الثاني: أن الأحاديث التي وردت في المهدي كثيرة جداً رواها جماعة من الصحابة والحديث الصحيح فيها كثير، ومن ذلك ما رواه أحمد قال ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً ، قال : ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً) –وهذا الإسناد رجاله رجال الشيخين - ، وما رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم من حديث عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي) وغيرها من الأحاديث .
وقد ذكر غير واحدٍ من أهل العلم أن أحاديث المهدي متواترة ، وألفت في ذلك مؤلفات، وإذا كثر الدجالون والمنتحلون للمهدية فلا يعني ذلك أن تنكر هذه الأحاديث الصحيحة الثابتة ، والله تعالى أعلم.
الخاتمة
وأختم ماسبق بكلمةٍ جميلةٍ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في (درء تعارض العقل والنقل)2/102-بعد أن ذكر مجموعة من العلماء –من جنس الشاطبي رحمه الله-لهم علم وفضل ولكنهم شاركوا المبتدعة في بعض أصولهم- حيث قال :
(ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساعٍ مشكورة ، وحسنات مبرورة ، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع ، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم ، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف ، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء من المعتزلة(1)، وهم فضلاء عقلاء ، احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه ، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين ، وصار الناس بسبب ذلك : منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل ، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل ، وخيار الأمور أوساطها.
وهذا ليس مخصوصاً بهؤلاء ، بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين ، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ، ويتجاوز لهم عن السيئات ، (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) ، ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه، تحقيقاً للدعاء الذي استجابه الله لنبيه والمؤمنين حيث قالوا ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا))اهـ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .
المراجع
- (الإبانة عن أصول الديانة) لأبي الحسن الأشعري – ط2-1410هـ-دار الكتاب العربي-بيروت.
- (إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة) للشيخ حمود التويجري-ط2-1414هـ-دار الصميعي –الرياض.
- (الإتقان في علوم القرآن ) للسيوطي –ط1-1407هـ –دار الكتب العلمية –بيروت.
- (إثبات صفة العلو ) لأبي محمد بن قدامة المقدسي-ت:أحمد الغامدي-ط1-1409هـ -مؤسسة علوم القرآن-بيروت.
- (اجتماع الجيوش الإسلامية) لابن القيم –ت:عواد المعتق-ط1-1408هـ .
- (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) للشيخ حمود التويجري –ط2-1406هـ –دار العليان –بريدة.
- (إحياء علوم الدين) للغزالي-ط2-1409هـ –دار الفكر –بيروت.
- (الإذاعة لما كان ولما يكون بين يدي الساعة) لصديق حسن-ت:إبراهيم أحمد-1406هـ -دار المدني-جدة.
- (الأربعين في أصول الدين) للرازي-ت:أحمد السقا-ط1-1948م-مكتبة الكليات الأزهرية-القاهرة.
- (الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد)للجويني –ت:أسعد تميم-ط1-1405هـ -مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت.
- (أساس التقديس) للرازي-ت:أحمد السقا-1406هـ-مكتبة الكليات الأزهرية-القاهرة.
- (الاستقامة) لشيخ الإسلام ابن تيمية –ت:محمد رشاد سالم-ط2-1409هـ.
- (أصول أهل السنة والجماعة المسماة برسالة الثغر)لأبي الحسن الأشعري-ت:محمد السيد الجليند-ط2-1410هـ-دار اللواء –الرياض.
- (الأصول والفروع) لابن حزم –ط1-1404هـ-دار الكتب العلمية – بيروت.
- (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) للشنقيطي-عالم الكتب –بيروت.
- (الاعتصام) للشاطبي –ت:سليم الهلالي-ط1-1412هـ-دار ابن عفان –الخبر.
- (إعلام الموقعين عن رب العالمين) لابن القيم-ت:محمد محيي عبد الحميد-1407هـ-المكتبة العصرية-بيروت.
- (الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به) للباقلاني-ت:الكوثري-المكتبة الأزهرية للتراث-القاهرة.
- (إيثار الحق على الخلق) لابن الوزير-ط1-1318هـ –دار الكتب العلمية - بيروت.
- (البداية والنهاية) لابن كثير-دار المعارف-بيروت.
- (التاريخ الكبير) للبخاري-دار الفكر –بيروت.
- (تجريد التوحيد) للمقريزي-مكتبة السلام العالمية.
- (تحريم النظر في كتب الكلام) لأبي محمد بن قدامة –ت:عبد الرحمن دمشقية-ط1-1410هـ-دار عالم الكتب-الرياض.
- (التدمرية) لشيخ الإسلام ابن تيمية –ت:محمد السعوي-ط1-1405هـ.
- (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير-ط1-1410هـ-مكتبة طيبة-المدينة.
- (تقريب التهذيب) لابن حجر-ت:أبو الأشبال الباكستاني-ط1-1416هـ -دار العاصمة-الرياض.
- (تلبيس إبليس) لابن الجوزي-ط2-1407هـ –دار الكتب العلمية – بيروت.
- (تلخيص كتاب الاستغاثة)-ط1-تصوير دار أطلس .
- (تلخيص كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي) للذهبي-ت:ياسر بن إبراهيم-ط1-1419هـ –دار الرشد-الرياض.
- (تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل) للباقلاني-ت:عماد الدين حيدر-ط3-1414هـ –مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت.
- (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) لابن عبد البر-ت:مجموعة-الطبعة المغربية.
- (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل)للمعلمي-ت:الألباني-ط2-1406هـ –مكتبة المعارف-الرياض.
- (تهذيب التهذيب) لابن حجر-ت:خليل مأمون شيحا ومن معه-ط1-1417هـ –دار المعرفة-بيروت.
- (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) للمزي-ت:بشار معروف-ط1-1413هـ –مؤسسة الرسالة-بيروت.
- (التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل) لابن خزيمة-ت:عبدالعزيز الشهوان-ط2-1411هـ –مكتبة الرشد-الرياض.
- (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) لابن سعدي-1408هـ –دار المدني-جدة.
- (الثقات) لابن حبان –ط1-1393هـ –تصوير دار الكتب العلمية – بيروت.
- (جامع بيان العلم وفضله) لابن عبد البر –دار الفكر –بيروت.
- (جامع البيان في تأويل القرآن) للطبري-ط1-1412هـ –دار الكتب العلمية – بيروت.
- (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم-ط1-1372هـ –تصوير دار إحياء التراث العربي-بيروت.
- (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لشيخ الإسلام ابن تيمية –دار المدني.
- (حكاية المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدعة) لأبي محمد بن قدامة-ت:عبد الله الجديع-ط1-1409-مكتبة الرشد-الرياض.
- (خلق أفعال العباد) للبخاري-ت:محمد السعيد بن بسيوني-مكتبة التراث الإسلامي-القاهرة.
- (درء تعارض العقل والنقل) لشيخ الإسلام ابن تيمية-ت:محمد رشاد سالم-ط جامعة الإمام.
- (دراسات في التصوف) لإحسان إلهي ظهير-ط1-1409هـ –ترجمان السنة-لاهور.
- (الدرة فيما يجب اعتقاده) لابن حزم –ت:أحمد الحمد و سعيد القزقي –ط1-1408هـ.
- (ذم الكلام وأهله ) لأبي إسماعيل الهروي-ت:عبد الرحمن الشبل-ط1-1416هـ -مكتبة العلوم والحكم- المدينة.
- (رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد)-ت:محمد حامد الفقي-ط1-1358هـ –تصوير دار الكتب العلمية – بيروت.
- (الرد على من أنكر الحرف والصوت) للسجزي-ت:محمد با عبد الله-ط1-1414هـ –دار الراية -الرياض.
- (السنة) لعبد الله بن أحمد –ت: محمد القحطاني-ط2-1414هـ –رمادي للنشر-الدمام.
- (السنة) لابن أبي عاصم-ت: الألباني-ط1-1406هـ –المكتب الإسلامي.
- (السنة) للخلال –ت:عطية الزهراني-ط1-1415هـ–دار الراية –الرياض.
- (سير أعلام النبلاء) للذهبي-ت:شعيب الأرناؤوط ومن معه-ط4-مؤسسة الرسالة.
- (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) للالكائي –ت:أحمد حمدان-ط2-1411هـ –دار طيبة-الرياض.
- (شرح الأصول الخمسة) لعبدالجبار بن أحمد –ت:عبد الكريم عثمان –ط2-1408هـ –مكتبة وهبة-القاهرة.
- (شرح السنة) للبربهاري-ت:محمد القحطاني-ط1-1408هـ –دار ابن القيم –الدمام.
- (شرح السنة) للبغوي –ت:علي معوض و عادل عبد الموجود-ط1-1412هـ-دار الكتب العلمية - بيروت.
(1/157)
________________________________________
- (شرح العقيدة الأصفهانية) لشيخ الإسلام ابن تيمية-ت:حسنين محمد مخلوف-دار الكتب الإسلامية-مصر.
- (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز-ت:عبد الله التركي و شعيب الأرناؤوط-ط2-1413هـ –مؤسسة الرسالة.
- (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل) لابن القيم-ط1-1407هـ-دار الكتب العلمية – بيروت.
- (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) للقاضي عياض-دار الكتب العلمية – بيروت.
- (الشريعة) للآجري-ت:عبد الله الدميجي-ط1-1418هـ-دار الوطن-الرياض.
- (الصفدية) لشيخ الإسلام ابن تيمية-ت:محمد رشاد سالم-ط2-1406هـ-مكتبة ابن تيمية-القاهرة.
- (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) لابن القيم-ت:علي الدخيل الله –ط2-1412هـ-دار العاصمة-الرياض.
- (طبقات الشافعية) لتاج الدين السبكي-ت:عبدالفتاح الحلو و محمود الطناحي-دار إحياء الكتب العربية.
- (عقد الدرر في أخبار المنتظر وهو المهدي) ليوسف بن يحيى المقدسي-ت:مهيب البوريني-ط2-1410هـ-مكتبة المنار-الأردن.
- (عقيدة السلف وأصحاب الحديث) لأبي عثمان الصابوني-ت:نبيل السبكي-ط1-1413هـ.
- (العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ) للمقبلي –ط2-1405هـ-دار الحديث-بيروت.
- (الفتاوى الكبرى) لشيخ الإسلام ابن تيمية-ت:محمد ومصطفى عبدالقادر عطا –دار الكتب العلمية - بيروت.
- (فتح الباري شرح صحيح البخاري) لابن حجر-ت:ابن باز ومن معه-ط1-1410هـ-دار الكتب العلمية – بيروت.
- (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) للشيخ عبد الرحمن بن حسن-ت:محمد حامد الفقي-تصوير دار الكتب العلمية – بيروت.
- (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) للشوكاني-ت:المعلمي-ط3-1407هـ-المكتب الإسلامي.
- (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) لابن حجر الهيتمي-ت:محمد زينهم عزب-ط1-1407هـ-دار الصحوة-القاهرة.
- (لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية) للسفاريني-ط3-1411هـ-المكتب الإسلامي.
- (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية) جمع عبد الرحمن بن قاسم-دار عالم الكتب-الرياض.
- (المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن بن سعدي)-مركز صالح بن صالح الثقافي-عنيزة-1412هـ.
- (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين) للرازي-ت:طه عبد الرؤوف سعد-مكتبة الكليات الأزهرية –القاهرة.
- (المحصول في علم أصول الفقه) للرازي-ت:طه العلواني-ط1-1399هـ-ط جامعة الإمام.
- (مختصر الصواعق المرسلة)للموصلي –ت:سيد إبراهيم-ط1-1412هـ-دار الحديث-القاهرة.
- (مختصر العلو للعلي الغفار) للذهبي-ت:الألباني-ط2-1412هـ-المكتب الإسلامي.
- (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين) لابن القيم-ت:محمد حامد الفقي-بدون ذكر الدار والطبعة.
- (المستصفى من علم الأصول) للغزالي-ت:محمد الأشقر-ط1-1417هـ-مؤسسة الرسالة.
- (معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول) للحكمي-ت:عمر أبو عمر-ط1-1410هـ-دار ابن القيم-الدمام.
- (المعتمد في أصول الفقه) لأبي الحسين البصري-ت:خليل ألميس-ط1-1403هـ-دار الكتب العلمية - بيروت.
- (معرفة علوم الحديث) للحاكم –ط1-1406-دار إحياء العلوم-بيروت.
- (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة) لابن القيم-ط1-1413هـ-دار الكتب العلمية – بيروت.
- (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين) لأبي الحسن الأشعري-ت:هلموت رفير-ط3-1400هـ-نشر وانز سفانز.
- (الملل والنحل) للشهرستاني –ت:عبد العزيز الوكيل-دار الفكر –بيروت.
- (المنار المنيف في الصحيح والضعيف) لابن القيم-ت:عبد الفتاح أبو غدة-ط6-1414هـ-مكتبة المطبوعات الإسلامية-حلب.
- (منهاج السنة النبوية) لشيخ الإسلام ابن تيمية –ت:محمد رشاد سالم-ط جامعة الإمام.
- (الموافقات) للشاطبي-ت:مشهور آل سلمان-ط1-1417هـ-دار ابن عفان –الخبر.
(1/159)
________________________________________
- (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) للذهبي-ت:علي البجاوي-دار المعرفة-بيروت.
- (النبوات) لشيخ الإسلام ابن تيمية –ت:محمد حامد الفقي-مكتبة السنة المحمدية.
- (نهاية الأقدام في علم الكلام) للشهرستاني-ت:ألفرد جيوم-مكتبة المتنبي-القاهرة.
- (نونية القحطاني) –ت:محمد بن أحمد سيد-ط3-1410هـ-مكتبة السوادي-جدة.