بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي{وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ).
واتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
أما بعد : فهذه السلسلة المباركة إنشاء الله سأتطرق فيها إلى معرفة بعض الاداب السنية كما جاءت على نبينا عليه الصلاة والسلام وأبتدأبالادب الأول وهي تحية الإسلام الا وهي السلام ، ووسمة هذا الكتاب التحفةفي أداب وأحكام السلام.
قال الامام البخاري :
حدثنا يعقوب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) متفق عليه.
قال الامام مسلم :
حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد جميعا عن أبي عامر قال عبد حدثنا عبدالملك بن عمرو حدثنا عبدالله بن جعفر الزهري عن سعد بن إبراهيم قال سألت القاسم بن محمد عن رجل له ثلاثة مساكن فأوصى بثلث كل مسكن منها قال يجمع ذلك كله في مسكن واحد ثم قال أخبرتني عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) متفق عليه.
قال الامام البيهقي :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة قال : نا جعفر بن محمد السوسي نا هارون بن موسى ح
وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني يعقوب بن أحمد بن محمد بن محمد الخسروجردي نا داود بن الحسين البيهقي نا هارون بن موسى الفروي المديني نا أنس بن عياض عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : {إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة }.
و في رواية السوسي {احتجب الله التوبة عن كل صاحب بدعة} روه الطبراني في المعجم الأوسط ومجمع الزوائد وصححه الشيخ الالباني.
قال الامام ابن بطة العكبري :
حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا أبو حاتم ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، عن هشام ، عن نافع ،عن ابن عمر ، قال: { كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة } الابانة الكبرى لابن بطه وصححه الالباني.
وقال الامام الشاطبي في الاعتصام :
عن ابن الماجشون ، قال : سمعت مالكا يقول : (مَن ابْتَدَعَ في الإِسلام بدعة يَراها حَسَنة ؛ فَقَدْ زَعَمَ أَن مُحمّدا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خانَ الرّسالةَ ؛ لأَن اللهَ يقولُ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } فما لَم يَكُنْ يَوْمَئذ دينا فَلا يكُونُ اليَوْمَ دينا) .
وقال الامام اللالكائي في شرح أصول أهل السنة :
قال الإِمام أَحمد بن حنبل ؛ إِمام أَهل السُّنَّة رحمه الله : {أصولُ السنَّة عنْدَنا : التمسك بما كان عَليه أَصْحاب رَسُول الله- صلى الله علَيه وعلى آله وسلَّم- والاقْتداءُ بهم ، وتَرك البدَع ، وكل بدعة فهيَ ضَلالة}.
وقال الامام ابن وضاح في البدع والنهي عنها :
عن الحسن البصري - رحمه الله تعالى- قال : {لو أَن رجُلا أَدركَ السلفَ الأَولَ ثم بُعثَ اليومَ ما عَرَفَ من الإِسلام شيئا- قال : ووضع يده على خدِّه ثم قال : - إِلّا هذه الصلاة- ثم قال : - أَما والله ما ذلكَ لمن عاشَ في هذه النكراء ولم يدرك هذا السلف الصالحَ ؛ فرأى مبتدعا يدعو إِلى بدعته ، ورأى صاحبَ دنيا يدعو إِلى دنياه ؛ فعصمهُ الله من ذلكَ ، وجعلَ قلبهُ يحنّ إِلى ذلك السَّلف الصالح يَسْأَلُ عن سبيلهم ، ويقتص آثارهُم ، ويَتّبعُ سبيلهُم ، ليعوض أَجرا عَظيما ؛ فكذلك فكونوا إِن شاء الله}.
وما أَجمل قول العالم العامل الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى- حيث قال : {اتبعْ طُرقَ الهُدى ولا يَضرك قلَّةُ السالكينَ ، وإِياكَ وطُرُقَ الضلالة ، ولا تغتر بكثرة الهالكين}الشاطبي في الاعتصام.
وقال الامام ابن القيم :
قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- لمن سأله عن مسألةٍ ، وقال له : إِن أَباك نهى عنها : { أأَمْرُ رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم- أَحَق أَنْ يتبعَ ، أَو أَمرُ أَبي؟!} زاد المعاد .
وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/95): { أجمع أهلُ الفقه والآثار مِن جميع الأمصار أنَّ أهلَ الكلام أهلُ بدَع وزيغ، ولا يُعدُّون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنَّما العلماء أهلُ الأثر والتفقُّه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز }.
وفي كتاب السنّة لمحمد بن نصر المروزي (82) عن عبد الله بن عمر قال: { كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها النّاسُ حسنة }.
وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (10/244) قال أبو عثمان النيسابوري:
{ مَن أمَّر السنَّةَ على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومَن أمَّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة }.
وقال جعفر بن محمد ، سمعت قتيبة - رحمه الله- يقول : {إِذا رأَيتَ الرجُلَ يُحبُّ أَهلَ الحديثِ ؛ مثل يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ، وأَحمد بن حنبل ، وإِسحاق بن راهويه . . . وذكر قوما آخرين ؛ فإِنَّهُ على السنة ، ومَن خَالفَ هؤلاء فاعلَم أَنَّه مبتدع}اللالكائي في شرح أصول أهل السنة .
وأقول{ وأزيد الامام المحدث الفقيه الالباني والامام ابن عثيمين والامام ابن باز والامام ربيع المدخلي والامام الفوزان والامام الجامي.......الخ فمن أحبهم فإنه على السنة ومن خالف هؤلاء فاعلم أنه مبتدع.
عن عبد الله بن المبارك - رحمه الله- قال :
{اعْلَمْ- أي أَخي- أَن الموتَ اليومَ كرامة لكلِّ مسلم لقيَ اللهَ عَلى السنة ، فإنا للّه وإِنَّا إِليه راجعون ؛ فإِلَى اللهِ نَشكو وَحْشتَنا ، وذهابَ الإِخوان ، وقلةَ الأعوانِ ، وظهورَ البدع ، وإِلى الله نَشكو عَظيمَ ما حل بهذهِ الأمةِ من ذهاب العلماء ، وأَهل السنة ، وظُهور البدع} . ابن وضاح في البدع والنهي عنها .
قال مُعاذ بن جبل رضي الله عنه :
{أَيها النَّاس عَليكُم بالعِلْم قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ ، أَلا وإِن رَفْعَهُ ذهابُ أَهْلِه ، وَإياكُمْ وَالبِدَع والتبَدع والتنطع ، وَعَليكُم بأَمْرِكُم العَتيق} ابن وضاح في البدع والنهي عنها .يتبع...