9/ أبو عبد الله محمد بن محمد بن ميمون الأندلسي الجزائري المغربي المالكي ويعرف بابن الفخار بالخاء المعجمة لكونها حرفة جده. ولد بالجزائر من المغرب وقرأ بها القرآن والفقه ثم تحول إلى تلمسان وقطن مدة حريصاً على قراءة العلم على جماعة من شيوخها أبي عثمان سعيد العقباني ثم وصل إلى تونس فأقام بها سنة أو أكثر بقليل وحضر مجلس ابن عرفة فعظمه وأكرم مثواه بحيث كان يطلب منه الدعاء وكذا حضر مجلس قاضي الجماعة أبي مهدي عيسى الغبريني، ثم ارتحل للحج فأقام بالقاهرة أشهراً ثم بالمدينة النبوية بعد الحج خمسة أعوام يؤدب فيها الأبناء.قال السخاوي ذكره لي أبو الطيب محمد بن الزين القيرواني نزيل مصر، وحكى لي خليل بن هرون الجزائري نزيل مكة عن رجل أثنى عليه ووصفه بالصلاح والخير أنه كان إذا لقيه يقول له أراك مخروطاً قال فقلت في نفسي كأنه يكاشفني فعزمت على امتحانه فخرجت في الليل إلى باب منزلي عرياناً واستغفرت الله ثم أصبحت فغدوت عليه فلما رآني أعرض عني قال فقلت له أيش جرى قال تخرج لباب منزلك عرياناً قال استغفرت الله وقلت لا أعود فقال لي لولا الأدب مع الشرع لأخبرت بما يصنع الإنسان على فراشه أو معنى هذا، وهذه منقبة لابن الفخار، وكان من العلماء العاملين الصالحين الأخيار جاور بمكة من عام ثمانمائة ثم توفي بها يوم الخميس 19 رمضان سنة 801 ودفن في صبيحة يوم الجمعة وكان يوم العيد بالمعلاة. هكذا ترجمه الفاسي وهو في عقود المقريزي وذكره الشيخ ابن حجر في أنبائه باختصار وأنه بلغ الستين وقال شارك في الفنون وتقدم في الفقه مع الدين والصلاح وكان ابن عرفة يعظمه وذكرت له كرامات وقال السخاوي أظن أني اجتمعت به أول السنة رحمه الله وإيانا. من كتاب الضوء اللامع – السخاوي.