فأما المرسل فان هذا الاسم أوقعوه باجماع على حديث التابعي الكبير عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل أن يقول عبيدالله بن عدي بن الخيار أو أبو امامة ابن سهل بن حنيف أو عبدالله بن عامر بن ربيعة ومن كان مثلهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وكذلك من دون هؤلاء مثل سعيد بن المسيب وسالم بن عبدالله وأبي سلمة بن عبدالرحمن والقاسم بن محمد ومن كان مثلهم وكذلك علقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع والحسن وابن سيرين والشعبي وسعيد بن جبير ومن كان مثلهم من سائر التابعين الذين صح لهم لقاء جماعة من الصحابة ومجالستهم فهذا هو المرسل عند أهل العلم ومثله أيضا مما يجرى مجراه عند بعض أهل العلم مرسل من دون هؤلاء مثل حديث ابن شهاب وقتادة وأبي حازم ويحيى ابن سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم يسمونه مرسلا كمرسل كبار التابعين وقال آخرون حد يث هاؤلاء عن النبي صلى الله عليه و سلم يسمى منقطعا لأنهم لم يلقوا من الصحابه الا الواحد والاثنين وأكثر روايتهم عن التابعين فما ذكروه عن النبي صلى الله عليه و سلم يسمى منقطعا قال ابوعمر المنقطع عندى كل مالايتصل سواء كان يعزي الى النبي صلى الله عليه و سلم أوالى غيره واما المسند فهو ما رفع الى النبي صلى الله عليه و سلم خاصه فالمتصل من المسند مثل مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم ومالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن ابيه عن النبي صلى الله عليه و سلم ومالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشه عن النبي صلى الله عليه و سلم ومالك عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه و سلم ومالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسبب أوأبي سلمة بن عبدالرحمن أوالاعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ومعمر عن همام بن منبه عن أبى هريره عن النبي صلى الله عليه و سلم وأيوب عن أبن سيرين عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم وماكان مثل هذا كله والمنقطع من المسند مثل مالك عن يحيى بن سعيد عن عائشه عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن عبدالرحمن بن قاسم عن عائشه عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن ابن شهاب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن ابن ابن شهاب عن أبي هريرة وعن زيد ابن أسلم عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم فهذا وما كان مثله مسند لأنه أسند الى النبي صلى الله عليه و سلم ورفع اليه وهو مع ذلك منقطع لأن يحيى بن سعيد وعبدالرحمن ابن القاسم لم يسمعا من عائشة وكذلك بن شهاب لم يسمع من ابن عباس ولا من أبي هريرة ولا سمع زيد بن أسلم من عمر وقد اختلف في سماعه من ابن عمر والصحيح عندي أنه سمع منه وسترى ذلك في موضعه من كتابنا هذا ان شاء الله وأكثر من هذا في الانقطاع مالك أنه بلغه عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن عائشة وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم وما كان مثله وأما المتصل جملة فمثل مالك عن نافع وعبدالله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا أو موقوفا وكذلك أيوب عن أبي قلابة عن أنس مرفوعا أو موقوفا وشعبة عن قتادة عن أنس مرفوعا أو موقوفا وشعبة عن الحكم بن عتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعا أو موقوفا ومثل منصور عن ابراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا أو موقوفا ومثل الأوزاعي وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا أو موقوفا والزهري عن أبي سلمة عن عائشة وأبي هريرة مرفوعا أو موقوفا ووما كان مثل هذا وانما سمي متصلا لأن بعضهم صحت مجالسته ولقاؤه لمن بعده في الاسناد وصح سماعه منه والموقوف ما وقف على الصاحب ولم يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم مثل مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر قوله وعن الزهري عن سالم عن أبيه قوله وابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قوله وما كان مثل هذا والانقطاع يدخل المرفوع وغير المرفوع وقد ذهب قوم الى أن المرفوع كل ما أضيف الى النبي صلى الله عليه و سلم متصلاكان أو مقطوعا وأن المسند لا يقع الا على ما اتصل مرفوعا الى النبي صلى الله عليه و سلم ففرقوا بين المرفوع والمسند بأن المسند هو الذي لا يدخله انقطاع ومما يعرف به اتصال الرواة ولقاء بعضهم بعضا فلذا صار الحديث مقطوعا وان كان مسندا لأن ظاهره يتصل الى النبي صلى الله عليه و سلم وهو منقطع وقال آخرون المرفوع والمسند سواء وهما شيء واحد والانقطاع يدخل عليهما جميعا والاتصال واختلفوا في معنى أن هل هي بمعنى عن محمولة على الاتصال الشرائط التي ذكرنا حتى يتبين انقطاعها حتى يعرف صحة اتصالها وذلك مثل مالك عنن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب قال كذا ومثل مالك عن هشان بن عروة أن أباه قال كذا ومثل حماد بن زيد عن أيوب أن الحسن قال كذا فجمهور أهل العلم على أن عن وأن سواء وان الاعتبار ليس بالحروف وأنما هو باللقاء والمجالسة والسماع والمشاهدة فاذا كان سماع بعضهم من بعض صحيحا كان حديث بعضهم عن بعض أبدا بأي لفظ ورد محمولا على الاتصال حتى تتبين فيه علة الانقطاع وقال البرديجي أن محمولة على الانقطاع حتى يتبين السماع في ذلك الخبر بعينه من طريق آخر أو يأتي ما يدل على أنه قد شهده وسمعه قال أبو عمر هذا عندي لا معنى لا لاجماعهم على أن الاسناد المتصل بالصحابي سواء قال فيه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أو عن رسول الله أنه قال أو سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم كل ذلك سواء عند العلماء والله أعلم .